الاجتماعيات 1باك

التحولات الكبرى للعالم الرأسمالي خلال القرنين 19 و20 
مقدمة: شهد العالم الرأسمالي خلال القرنين 19 و 20 تحولات كبرى همت الميادين الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، كانت لها انعكاسات شملت مجالات مختلفة، ولم يقتصر تأثيرها على العالم الرأسمالي بل امتدت إلى مناطق واسعة من العالم(الحركة الإمبريالية).
 
 I.  الإطار الزمني لموضوع التحولات الكبرى :
1.      الامتداد الزمني للقرنين 19 و20:  يمتد القرن 19 من نهاية القرن 18 وبالأخص من نهاية الإمبراطورية النابليونية الأولى حوالي 1814، ويمتد هذا القرن حتى نهايته.  ولدى البعض حتى نهاية الحرب العالمية الأولى (1914)أما القرن 20 فهو يمتد حسب معظم المدارس التاريخية من بداية الحرب العالمية الأولى وينتهي بسقوط جدار برلين سنة 1989 وظهور العولمة.
2.      بعض تحولات العالم الرأسمالي خلال القرنين 19 و20:
 
 عرف القرن 19 تحولا كبيرا على الصعيد التكنولوجي: من أدوات بسيطة إلى صناعة الصواريخ.
* عرف العالم الرأسمالي تحولات سياسية   منذ الثورة الفرنسية (1789) والثورة الأمريكية، فتم إدخال مفاهيم سياسة جديدة:   ومنها تقنين السلطة بالاعتماد على الدستور، إضافة  إلى إنشاء الأحزاب السياسية التي تهيئ الرأي العام، كما نشأت النقابات للدفاع عن العمال، وقد أصبح هذا النموذج الأوربي مطمح شعوب العالم.
 * تحولات علمية : ظهرت تخصصات كبرى سواء في العلوم الإنسانية أو التقنية أو التجريبية.
* تحولات ارتبطت بالقطاع المالي: بدء العمل بالنقود الورقية، وظهور الأبناك والشركات المساهمة.
* تطور مصادر الطاقة: هو أهم حدث ساهم في تقدم أوربا السريع، وفي تحول التاريخ العام *عرف القرن 19 و20 الحركة الاستعمارية الإمبريالية وهي التي غذت حاجات العالم الرأسمالي الإقتصادية، وحلت أزماته. 
 II. المجال الجغرافي للتحولات الكبرى:
1  انتشار الرأسمالية بأوربا : تعتبر إنجلترا مهد الثورة الصناعية الأولى والثانية، ونظرا لروابطه الاقتصادية مع الدول الأوربية انتقلت الرأسمالية إلى عدة جهات انطلاقا من فرنسا وبلجيكا (1820-1830)، ثم انتقلت موجة الانتشار الثانية إلى مملكة بروسيا (1840- 186)، ثم موجة الانتشار الثالثة بعد 1860 في المناطق الشرقية ومنها مملكة السويد، وجزء من إيطاليا ومناطق بأوربا الشرقية. أما ما تبقى من المناطق بأوربا قفد ظلت إلى حدود نهاية القرن 19 ضعيفة التصنيع وبعضها دول إقطاعية (روسيا القيصرية)
2 بعض المناطق التي تأثرت بالتحولات الرأسمالية في أوربا:   لم يقتصر انتشار الرأسمالية على أوربا فحسب، بل تعداه إلى مناطق أخرى غير أوربية، ويشكل المغرب نموذج هذه المناطق، فقد اشتد حوله التنافس بين فرنسا وإسبانيا وألمانيا بالإضافة إلى إنجلترا، وقد اختلفت أطماع هذه الدول في المغرب بين الاقتصادية والسياسية والعسكرية؛ وهي الأطماع التي دفعت بالأوربيين إلى غزو مناطق بالقارات الأخرى بهدف تلبية حاجيات أوربا المتطورة وحل تناقضاتها الداخلية.
  خلاصة : لقد عرف النظام الرأسمالي تحولات بنيوية عميقة خلال القرنين 19 و20، وخطت أوربا خطوات متقدمة في كافة المجالات، غير أن الأزمات الدورية التي عصفت بالرأسمالية، دفعها للتوسع والهيمنة الخارجية لسد حاجياتها من المواد الأولية، وتسويق فائض إنتاجها الصناعي والمالي، وتجاوز تناقضاتها الداخلية             الحركة الإمبريالية.
 
 الرأسمالية: capitalisme   نظام اقتصادي
وسياسي واجتماعي، يعتمد نمط الإنتاج فيه على: الحرية، والملكية الفردية، والمنافسة الحرة، إضافة إلى قانون العرض والطلب، ظهر في بداية العصور الحديثة إثر الإكتشافات الجغرافية (الرأسمالية التجارية)، وبعد الثورة الصناعية   ق 18 ظهرت الرأسمالية الصناعية، وفي القرن 19 جاءت الرأسمالية المالية: 1850 – 1914. أما القرن 20 فقد شهد نظاما رأسماليا اعتمد على الثورة التكنولوجية).
·         الإمبريالية: impérialisme  حركة استعمارية جاءت إثر بروز الرأسمالية المالية، فهي تعتبر أعلى مراحل تطور الرأسمالية، تعتمد على الشركات والأبناك لتصدير الفائض من الرساميل إلى الخارج إضافة إلى السلع، لتحقيق الهيمنة والتوسع والتبعية.
·         النظام الإقطاعي: féodalisme (الفيودالية) نمط إنتاج اقتصادي تعتبر فيه الأرض مصدر قوة وثروة النبلاء ( الفلاحة) تسود فيه علاقات استغلالية بين السيد والعبد، ويعتمد على الكنيسة كغطاء إيديولوجي للدفاع عن مصالحها، ساد بأوربا خلال العصور الوسطى،
مصطلحات يجب فهمها وحفظها:
   التحولات الاقتصادية والمالية والاجتماعية   والفكرية في العالم في القرن 19.
 مقدمة: عرف العالم الرأسمالي خلال القرن 19 تحولات اقتصادية ومالية واجتماعية وفكرية عميقة، تميزت ببروز الرأسمالية المالية 1850-1914، التي كانت لها انعكاسات على عدة مستويات: زيادة الإنتاج، تزايد الصراع الطبقي، ظهور النقابات، بروز الفكر الاشتراكي تحت تأثير الفلسفة الماركسية.
 I مظاهر التحولات الاقتصادية  والمالية للعالم الرأسمالي خلال القرن 19:
1. أسس التحولات الاقتصادية في العالم خلال القرن 19    اعتمدت هذه التحولات على عدة اختراعات وتطبيقات تقنية جديدة نذكر منها:
أ‌-      على مستوى مصادر الطاقة ووسائل النقل: كان من مظاهر الثورة الصناعية اختراع المطرقة البخارية ومحول بيسمر لصهر الحديد، والمصباح، وقاطرة استيفنسن، والقاطرة الكهربائية، والمحرك الانفجاري، مع ظهور سيارة أول سيارة فورد، آلة حصاد والجرار.
ب‌- على مستوى التعدين: إنتاج الألمنيوم كهربائيا، وفرن مارتان، الدينامو.
ت‌-    على مستوى الكيمياء: إنتاج الأسمدة الكيماوية، اختراع الأسبرين، الحرير الاصطناعي ، الأسبرين، التلقيح.
ث‌-  اختراعات أخرى : البطارية، الديناميت، الهاتف.
   وقد لعبت معارض المنتجات الصناعية دورا هاما في انتشار هذه الاختراعات بمختلف أنحاء أوربا.
2 تطور القطاع الفلاحي كما ونوعا وساهم في تقوية النظام الرأسمالي :
v  على مستوى التقنيات : تم استعمال آلة الحصاد البخارية، وآلة الدرس، والأسمدة الكيماوية، إلى جانب استعمال وسائل النقل المكيف.
v على المستوى التنظيميي: 
  * اعتماد أساليب زراعية متطورة،  حيث تم اعتماد نظام التناوب الزراعي لمنتوجات متعددة موجهة لتغذية الإنسان،  أو علف الحيوانات من أجل تجنب إنهاك التربة،
*    ظهور قانون التسييج في بريطانيا الذي أدى إلى توسيع الملكيات الزراعية وظهور التركيز العقاري، مما سمح باستخدام الآلة على نطاق واسع.
وقد أدت هذه الإجراءات إلى:
  تضاعف الإنتاج الزراعي.
   ارتفاع المردودية. (الحبوب 17.7 ق/هكتار)
- تزايد إنتاج الحبوب خاصة القمح.
- تزايد أعلاف المواشي.
  جودة القطيع المواشي كما وكيفا.
-  تزايد مداخيل وأرباح الفلاحين.
وقد ظهر نوع من التخصص في الإنتاج الفلاحي على المستوى العالمي.
3 عرف القطاع الصناعي تحولات جوهرية عميقة
 - أسباب هذا التحول:
*  ظهور عدة اختراعات تقنية كمحول بسمر لصهر الحديد، والمحرك الانفجاري، والمطرقة البخارية، وفرن مارتان، وتوليد الكهرباء. 
*  بروز مصادر طاقة جديدة (الكهرباء والنفط إلى جانب الفحم والبخار)
* تجمع النشاط الصناعي في المعمل (ماشينفاكتوراة) نتيجة الاعتماد على الآلة، فظهر تنظيم للعمل حيث يقوم العمال بالإنتاج، والأطر المؤهلة بالمراقبة، ورب العمل بالتوجيه. *  الاعتماد على العمل الآلي في الإنتاج: حيث ساد استعمال الآلة على نطاق واسع، مع ظهور تقسيم العمل وفق ما تفرضه طريقة العمل المتسلسل.
-أهم نتائج التطور الصناعي:
. تزايد إنتاج الطاقة والمعادن كالفحم والبترول
والغاز، والطاقة المائية والحديد. 
. تعميم المكننة في كل مراحل الإنتاج.
. تزايد قيمة الصادرات الصناعية.
. ارتفاع المردود الصناعي.
. تضاعف مساهمة الصناعة في الناتج الوطني الخام.
     II الرأسمالية المالية خلال القرن 19: أسسها - مميزاتها.
1 مرت الرأسمالية بعدة مراحل منذ القرن 15:
منذ القرن 15 مرت الرأسمالية بعدة مراحل، وتميزت بعدة
خصائص:
· مرحلة الرأسمالية التجارية:  جاءت إثر الاكتشافات
الجغرافية   خلال القرن 15 حيث شكلت التجارة مصدر قوة
وثروة البورجوازية التجارية (الميركانتيلية)          ظهور
مدن كبرى، وتضاعف المعاملات النقدية، وظهور الأبناك.
· مرحلة الرأسمالية الصناعية: 
   جاءت إثر الثورة الصناعية خلال القرن 18، ظهر خلالها
التركيز الرأسمالي، وازدادت المنافسة الحرة، وظهر العمل
الآلي، ومصادر جديدة للطاقة.
. مرحلة الرأسمالية المالية : 
 برزت إثر الثورة الصناعية الثانية في أوربا، حيث
أصبحت الأبناك تساهم في الاستثمار، وتحكمت في النظام
الرأسمالي،  فأصبحت مؤسسة بنكية رأسمالية صناعية،.
كما برزت الشركات مجهولة الاسم أو شركات الأسهم،
وتزايد تأثير البورصة في الاقتصاد؛  فتحكم الرأسمال المالي
في الرأسمال الصناعي. 
 2. العوامل التي أدت إلى   تحولات الرأسمالية خلال القرن 19:
هناك عوامل مختلفة ومتداخلة فيما بينها تفسر هذه
التحولات المعززة للرأسمالية الاقتصادية يمكن رصدها
كالآتي:
· دور التقدم التقني والعلمي : شهد القرن 19 أحداثا تقنية
وعلمية غيرت مجرى عملية الإنتاج والنقل والتسويق
بشكل عزز النظام الرأسمالي من خلال اقتصاد الزمن
والكلفة والرفع من الجودة وحجم الإنتاج. وقد برزت طرق
وأساليب وتقنيات جديدة في قطاعات اقتصادية مختلفة  
( الفلاحة، الصناعة، التجارة) أعطت   قيمة مضافة للإنتاج
الرأسمالي كما ونوعا (طريقة بيسمر لإنتاج الفولاذ).
· دور العامل التنظيمي : خلال القرن 19 تعززت روح النهج
الاقتصادي الليبرالي سواء في الإنتاج أو التبادل، وتدعم
قانون العرض والطلب، ومنطق المنافسة، والسعي إلى
الربح.   مما حتم التجديد المتواصل للتقنيات والأساليب،
فحل المصنع العصري محل الورشة التقليدية، والضيعات
الرأسمالية، والمتاجر العصرية الكبرى
 إن أهم ما ميز الراسمالية المالية هو: التركيز الرأسمالي
الذي أدى إلى ظهور مؤسسات احتكارية كبرى لذا تنعت
هذه الرأسمالية بالرأسمالية الاحتكارية، التي ظهرت نتيجة
إفلاس المؤسسات الصغرى ـ بسبب المنافسة ـ   وابتلاعها
من طرف الشركات الكبرى، تحتكر سوق الإنتاج.
  من أشكال التركيز:
*تركيز أفقي: اندماج شركات متشابهة الإنتاج.
* تركيز عمودي: اندماج شركة متكاملة الإنتاج.
 مؤسسات التركيز:
o التروست : اندماج عدة شركات داخل مؤسسة
واحدة على أن تفقد المؤسسات المندمجة استقلالها
المادي وشخصيتها القانونية.
 oالهولدينغ : أو التركيز المالي وهي عندما
تشتري مؤسسة بنكية أو صناعية أغلب أسهم
شركات أخرى.
·  دور ثورة المواصلات في التحولات الاقتصادية المعززة
للرأسمالية:
 شهد القرن 19 بروز السكة الحديدية التي أحدثت ثورة
اقتصادية في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى
تطور النقل البحري وإسهامه في تعزيز التجارة البعيدة
المدى عبر أرجاء العالم.
· دور الفاعلين الجدد في تنشيط الرأسمالية خلال القرن 1
  أصبحت الرأسمالية خلال القرن 19 موجهة من طرف
الأبناك التي صارت تقوم بوظيفة الأعمال والاستثمارات
الكبرى، والمقاولات الكبرى التي بات أصحابها يتحكمون
في الاقتصاد والسياسة على   حد سواء (أوجين شنيدر)،
وأخيرا هناك الشركات المجهولة الاسم أو شركات الأسهم
أصبحت هي القلب النابض في الرأسمالية المالية؛ إضافة
إلى البورصة.
 إن هؤلاء الفاعلين ساهموا في توسيع الرأسمالية
وازدهارها سواء في أوربا الغربية أو الولايات المتحدة
الأمريكية.
 III.التحولات الاجتماعية والفكرية  التـي  واكبت
تحولات الاقتصاد الرأسمالي في القرن 19.
1 عرفت اوربا تحولات ديمغرافية واجتماعية كبيرة:
-- التحول اليمغرافي والحض
عرفت ساكنة أوربا الغربية زيادة كبيرة خلال القرن 1
نتيجة النمو الديمغرافي المرتفع (العصر الديمغرافي الجديد
فقد تضاعف عدد سكان بريطانيا 03 مرات من ق 18 إلى
أواسط ق 19، ويعزى ذلك إلى انخفاض نسبة الوفيات
وارتفاع نسبة الولادات بسبب تحسن المستوى المعيشي
والتطور الطارئ
 من جهة أخرى تضاعف عدد السكان الحضريين مقابل
تراجع عدد السكان القرويين( الهجرة القروية) فظهرت
مدن كبرى (لندن، نيويورك، باريس، برلين) استقطبت
المهاجرين للعمل بالأنشطة الاقتصادية الجديدة، فتوفر لدى
البورجوازية احتياطي ضخم من اليد العاملة تعرضت قوة
عملها لاستغلال فاحش.
-- التغيير في بنية الطبقات الاجتماعية
 أدى تطور الرأسمالية المالية إلى بروز طبقتين اجتماعيتين
متصارعتين:
+ البورجوازية: تمتلك أغلب وسائل الإنتاج (مصانع،
وسائل النقل، الأسهم...) تتعاطى أنشطة صناعية ومالبة
وتجارية وتراكم الثروات ( فائض القيمة) باستغلال الطبقة
العاملة، تعيش حالة من الرخاء والبذخ المادي.
+ البروليتاريا: وهي الطبقة العاملة كثيرة العدد، ورخيصة
الأجر، تعرض قوة عملها للبيع بثمن بخس، معرضة
للاستغلال الرأسمالي، تعيش أوضاعا مزرية (طول ساعات
العمل، الأمراض، ضعف الأجور، تشغيل الأطفال، سوء
التغذية...
أدى هذا التفاوت الطبقي إلى صراع طبقي عنيف.
 3. تعددت التيارات الفكرية خلال القرن 19 كان أبرزها الفكر الاشتراكي:
+ التيار الليبيرالي الكلاسيكي: نادى بالحرية الاقتصادية للفرد، والمبادرة الحرة، والسعي   وراء الربح، والتبادل الحربين الدول  يمثل البورجوازية. من أهم مفكريه (آدم سميث وريكاردو...)
+التيار الاشتراكي الفوضوي: طالب بضرورة تغيير الأوضاع بالثورة نتيجة خضوع الفرد للمراقبة والتوجيه من طرف الدولة، مما يحد من قدرة الفرد وحريته، غير أن هذا التيار عجز عن تقديم حلول واقعية للحياة الاقتصادية. من أهم رواده برودون .
+ التيار الاشتراكي العلمي : اعتبر التاريخ البشري تاريخ صراع طبقي بين طبقة مستغلة مالكة لوسائل الإنتاج، وطبقة مستغلة محرومة منها، ونهاية هذا الصراع هو ثورة عامة للمجتمع تمكن البروليتاريا من السيطرة على وسائل الإنتاج، وإقامة مجتمع اشتراكي تتحقق فيه المساواة. من أهم مفكريه (كارل ماركس، وفريدريك إنجلز)، وقد تسلحت البروليتاريا بهذه الإيديولوجية.
+ الاشتراكية الطوباوية : طالبت بالحد من الرأسمالية المتوحشة، وإقامة نظام اجتماعي تسود فيه العدالة والتعاون. مثله (سان سيمون، فوريي، أوين)
 4.عرف القرن التاسع عشر ظهور الحركة العمالية، ونشأة النقابات:
أدى التحول الصناعي   إلى تزايد عدد المأجورين الذين عانوا من استغلال فاحش، وتضررت أوضاعهم: الأجور ضعيفة، طول ساعات العمل (15 ساعة يوميا)، تشغيل الأطفال والنساء، الأمراض... وكرد فعل على ذلك، ومع تزايد الوعي العمالي تشكلت التنظيمات النقابية للدفاع عن حقوق العمال وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمهنية، فلجأت   إلى أسلحة مختلفة لمواجهة الاستغلال البورجوازي مثل الإضرابات، والتحالف مع الأحزاب الاشتراكية، وقد نجحت في انتزاع   عدة مكاسب مثل الحد من تشغيل الأطفال، وتحديد ساعات العمل، والتأمين ضد المرض، وحوادث الشغل، الاعتراف بحق الانتماء النقابي وبحق الإضراب..
خلاصة: لقد تعززت الرأسمالية خلال القرن 19 بفعل مجموعة من التحولات الاقتصادية والتقنية والمالية، وكان ذلك انعكاسات على بنية المجتمع ونمط التفكير، مما خلق حركية للمجتمع الرأسمالي.
       
مصطلحات يجب فهمها وحفظها:
0 هنري بسمر: مخترع إنجليزي، اخترع طريقة لانتاج الفولاذ بأقل تكلفة بعد إزالة الشوائب الحديدية. o قانون التسييج : أصدره البرلمان البريطاني بعد عجز الفلاحين عن الإدلاء بوثائق تثبت ملكيتهم للأراضي التي استولى عليها الملاكون الكبار وأقاموا ضيعات كبيرة (تركيز عقاري) سمح باستعمال الآلة.
oالتناوب الزراعي: هو نظام لاستغلال الأرض يعتمد تقسيمها إلى عدة أجزاء، كل جزء يتخصص في منتوج معين خلال موسم فلاحي، ويتم استبداله في الموسم اللاحق لتفادي إنهاك التربة مما   أدى إلى زيادة المردودية والإنتاج.
oنظام إراحة الأرض : نظام قديم لاستغلال الأرض يعتمد على تركها بدون زراعة لأكثر من موسمين فلاحين، لكي تسترجع الأرض مقوماتها العضوية ولتفادي إنهاك التربة.
o ماشينفاكتوراة : تجمع صناعي يعتمد في الإنتاج
على الآلة.
 oنظام العمل : يخضع فيه العامل لنظام دقيق من حيث التوقيت وطريقة العمل مقابل أجر نقدي.
oالعمل المتسلسل: طريقة في الإنتاج الصناعي تعتمد على تقسيم العمل إلى عدة عمليات إنتاجية تعتمد على التخصص.
oالميركانتلية: أو المذهب التجاري، نظام اقتصادي يعتمد على التجارة كمصدر للقوة والثروة للطبقة البورجوازية جاءت إثر الاكتشافات الجغرافية.
o مجهولة الاسم: ظهرت منذ ق 19 وهي عبارة عن شركات مساهمة تعتمد على اكتتاب عدة مساهمين في رأسمالها عبر شراء الأسهم، تتحدد فوائدهم حسب أرباح الشركات.
0 البورصة: أو سوق القيم وهي سوق مالي يتم فيها تداول الأسهم والسندات.
oفائض القيمة: هي الأرباح التي يحصل عليها البورجوازي بعد استغلال العامل وإعطائه أجرا هزيلا يعرف بحد الكفاف.
التنافس الإمبريالي واندلاع الحرب العالمية الأولى
مقدمة: حتمت التحولات الاقتصادية والمالية والاجتماعية المعززة للنظام الرأسمالي خلال القرن 19، انتقال الدول الأوربية نحو حركة توسعية استعمارية طبعها مناخ من التنافس اشتدت حدته في مطلع القرن 20، وتوج بأزمات كبرى أشعلت فتيل الحرب العالمية الأولى.
o  فما مظاهر هذا التنافس الإمبريالي وما وسائله؟o   وكيف تحول إلى أزمات سياسية؟
o    وما علاقته باندلاع الحرب العالمية الأولى
 I.  مظاهر التنافس الاستعماري، وأساليبه الكبرى خلال ق 19م ومطلع ق 20م:
.1 تعددت مظاهر التنافس الاستعماري:
يعتبر المد الامبريالي مرحلة قصوى في تطور الرأسمالية  التي تطورت إلى مرحلة احتكارية تداخلت فيها المصالح السياسية والاقتصادية، فاشتد التنافس الاستعماري خلال القرن 19 ومطلع القرن 20 بسبب الحاجة إلى المواد الأولية، ومصادر الطاقة والحاجة للأسواق، وتصريف الفائض البشري، ثم استثمار رؤوس الأموال. فصار لزاما على الدول الرأسمالية أن تنطلق نحو التوسع الإمبريالي في إطار تقسيم احتكاري رأسمالي للعالم، وتوزيعه إلى مناطق نفوذ
وقد تزعمت الحركة الامبريالية كل من إنجلترا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، بلجيكا، هولندا، ثم إسبانيا، وتركز التنافس الاستعماري في إفريقيا حول مصر، تونس، الكونغو، والمغرب. وشكل احتلال فرنسا للجزائر سنة 1830 بداية التنافس الاستعماري.
2 تنوعت أساليب ووسائل التنافس الامبريالي:
اعتمت الدول الامبريالية الأوربية في إطار تنافسها الاستعماري على:
vسياسة التحالفات والاتفاقيات: تكونت خلال القرن 19 بين الدول الامبريالية قصد تحقيق مصالح سياسية واقتصادية وترابية مشتركة ومواجهة تحديات الخصوم. من أبرزها:
- الحلف الثلاثي بين ألمانيا وروسيا والنمسا هنغاريا لمحاصرة فرنسا.
- التحالف النمساوي الألماني لحماية ألمانيا من أي هجوم فرنسي.
- التقارب الفرنسي الإيطالي لإنهاء الخلاف بينهما   حول المغرب وليبيا.
- الاتفاق الودي الفرنسي الإنجليزي لإنهاء خلافهما حول مصر والمغرب.
- الاتفاق الفرنسي الألماني لإنهاء أزمة أكادير سنة 1911 بتنازل فرنسا لألمانيا عن الكونغو.
v المؤتمرات الاستعمارية: لجأت الدول المتنافسة لتقنية المؤتمرات والاتفاقيات قصد تسوية خلافاتها ونزاعاتها حول مناطق النفوذ، والتخفيف مؤقتا من حدة التنافس بينها. أهم هذه المؤتمرات:
-مؤتمر برلين 1 : سنة 1878 بمشاركة فرنسا، إنجلترا، روسيا، ألمانيا، النمسا، هنغاريا والإمبراطورية العثمانية،  قرر اقتطاع أجزاء من الإمبراطورية العثمانية لصالح فرنسا وروسيا.
- مؤتمر مدريد: 1880 ضم فرنسا إنجلترا ألمانيا المغرب وإسبانيا،  قرر تأكيد الحمايات الفردية ( الحمايات القنصلية) وإعطاء الأجانب حق الملكية بالمغرب.
-مؤتمر برلين 2: 1884-1885 شاركت فيه إنجلترا، فرنسا، إسبانيا، وبلجيكا وألمانيا،  وقرر توزيع الأراضي الإفريقية بينها.
-مؤتمر الجزيرة الخضراء: سنة 1906 حضرته الدول المتنافسة حول المغرب كإنجلترا، فرنسا، إسبانيا، وألمانيا إلى جانب المغرب، وقرر إشراف فرنسا وإسبانيا على تكوين الشرطة بالموانئ المغربية، وإنشاء بنك مخزني، وحرية الصحافة.
vالتسابق نحو التسلح: الرفع من التجنيد الإجباري والزيادة في عدد الجنود، والتسابق على السلاح البري بين ألمانيا وفرنسا، وعلى السلاح البحري بين بريطانيا وألمانيا..
v التغلغل الاقتصادي: مثل رؤوس الأموال، وتطوير شبكة المواصلات والمعاهدات التجارية، مثلا في البلقان من طرف ألمانيا، وفي مصر والمغرب من طرف فرنسا وبريطانيا.
 II.الأزمات الناتجة عن التنافس الإمبريالي والمؤدية إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى:
1.الأزمات الممهدة للحرب العالمية الأولى:
·أزمة المغرب الأولى: سنة 1905، بعد عقد الاتفاق الودي بين فرنسا وانجلترا، توترت العلاقات بين الدول الامبريالية خاصة بين فرنسا وألمانيا التي تأثرت بعدم حصولها على نصيب من المستعمرات في شمال إفريقيا، في هذه الظروف جاءت زيارة الإمبراطور الألماني (كيوم الثاني) إلى طنجة الذي أكد على الحقوق التجارية الألمانية في المغرب، وعلى أن المغرب دولة مستقلة لها سيادة كاملة
وللتخفيف من التوتر عقد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 والذي أكد على المطامع والمصالح الفرنسية بالمغرب.
. أزمة المغرب الثانية: سنة 1911 أرسلت فرنسا حملة عسكرية لاحتلال مدينة فاس، مما جعل ألمانيا تهددها بالتدخل عسكريا حيث أرسلت بارجة حربية ألمانية (بانتير) قبالة سواحل أكادير، لتتم تسوية هذه الأزمة بعد تنازل فرنسا لألمانيا عن جزء من الكونغو الفرنسية.
. أزمة البلقان الأولى: سنة 1908 ضمت النمسا هنغاريا منطقة البوسنة والهرسك إلى أراضيها، مما أثار غضب   دولة صربيا التي كانت لها أطماع في المنطقة مما أدى إلى تنامي العداء بين النمسا وصربيا.
·      أزمة البلقان الثانية: سنة 1913 وترتبط هي الأخرى بالنزعة القومية ضد تركيا والنمسا بدعم من روسيا. وقد تضاربت مواقف القوى الكبرى من هذه الأزمة انطلاقا من تضارب المصالح والتزامات نظام الأحلاف. مما أدى إلى سيادة التوتر بالقارة الأوربية مع مطلع 1914.
2.      السبب المباشر لاندلاع الحرب العالمية الأولى: تم اغتيال ولي عهد النمسا على يد طالب صربي متشدد، فوجهت النمسا إنذارا مهينا لدولة صربيا يتضمن شروطا وتعهدات تمس بسيادة صربيا أمنيا وقضائيا وعسكريا،  مما أدى إلى اشتداد التوتر العسكري في أوربا لوجود تحالفات فيما بينها، فأعلنت النمسا الحرب على صربيا بدعم من ألمانيا، تلاه إعلان صربيا الحرب على النمسا بدعم من روسيا، فرنسا وإنجلترا             اندلاع ح ع 1
  خلاصة : يكتسي التنافس الإمبريالي أهميته كحدث تاريخي خلال ق 19 ومطلع القرن 20 من خلال كونه حلقة وصل بين التحولات المعززة للرأسمالية من جهة، والتناقضات والأزمات المؤدية إلى ح ع 1 التي ستعقبها تغيرات عالمية كبرى. 
مصطلحات يجب فهمها وحفظها:
الحمايات القنصلية: أو الحمايات الفردية وهي مجموعة من الامتيازات حصل عليها بعض المغاربة خلال القرن 19 (أعيان، قبائل...) حيث منحت   الدول الأوربية (فرنسا، بريطانيا، إسبانيا ...) الجنسية للمغاربة، ووفرت لهم حصانة ديبلوماسية وقضائية وجبائية مما أضر كثيرا بسيادة واستقلال المغرب.
اليقظة الفكرية بالمشرق العربي
مقدمة:عاش المشرق العربي خلال القرن 19 حدثا فكريا وثقافيا اصطلح عليه باليقظة الفكرية. وهو يندرج ضمن حركة إصلاحية نهضوية تتوخى الخروج بالمشرق العربي من وضعية الانحطاط نحو الحداثة. 
 I.عوامل بعث اليقظة الفكرية بالمشرق العربي خلال القرن 19:
1 بواعث اليقظة الفكرية بالمشرق العربي:
·عوامل سياسية:
- الانعكاسات العلمية والفكرية للحملة الفرنسية على مصر ما بين 1798-1801.
- تدهور أوضاع الدولة العثمانية، وازدياد الأطماع الإمبريالية   الأوربية على أراضيها.
- فشل إصلاحات 1839.
- الإصلاحات التي قام بها الوالي محمد علي بمصر.
- معاناة العرب من سياسة التتريك واحتكار الأتراك للمناصب العليا.
- سيطرة الدول الأوربية على مناطق من البلاد العربية (الجزائر).
·         عوامل ثقافية:
-          الاستفادة من أفكار البعثات الطلابية العائدة من أوربا.
-          إنشاء المدارس الحديثة، وإدخال المطبعة العربية، وظهور الصحافة، وتنشيط حركة الترجمة.
-          الاهتمام باللغة العربية وبقواعدها.
-          ترجمة عدة أعمال غربية.
-          انتشار روح التسامح بين العرب المسلمين والمسيحيين.
·        عوامل اجتماعية:
-          ظهور فئة وسطى في سوريا ولبنان ومصر.
-          مواجهة سياسة التتريك.
-          ازدهار أعمال البعثات المسيحية.
-          الدعوة إلى عمل المرأة.
2.      الظروف العامة لانتقال إشعاع اليقظة الفكرية إلى مصر:
-          الاستفادة من البعثات الطلابية العائدة من أوربا.
-          ترجمة مجموعة من الكتب الغربية إلى اللغة العربية.
-  إصلاحات محمد علي.
- هجرة مجموعة من المفكرين اللبنانيين إلى مصر ومساهمتهم في هذه الحركة.
 دور بعض المفكرين المصريين مثل رفاعة الطهطاوي الذي يعتبر من مؤسسي اليقظة الفكرية بتشجيعه للعلم، ودعوته لتعليم المرأة، وخروجها للعمل. 
 IIأفكار التيار السلفي ومبادئ التيار العلماني:
1. اعتمد التيار السلفي على مبادئ الدين الإسلامي:
 2.      اعتمد التيار العلماني على مبادئ
الديمقراطية الغربية:
 
التيار الفكري
المرجعية والرواد
الأفكار والمبادئ
 
 
 
 
التيار الليبرالي العلماني
اعتماده على المرجعية الغربية من خلال   التأثر بأفكار المدارس الأوربية الغربية.
من رواده: فرانسيس مراش، فرح أنطوان، أديب إسحاق.
-    فصل الدين عن الدولة.
-    نبذ العصبية الطائفية.
-    المطالبة بالمساواة وربطها بالحرية.
-    تحقيق نظام ليبرالي ديمقراطي دستوري.
-    الاهتمام بالتعليم العصري.
-    نبذ الفوارق الاجتماعية.
-    تحرير المرأة
3.      دور اليقظة الفكرية في التطورات الفكرية التي عرفها المشرق العرب
 ساهمت أفكار رواد الحركة الفكرية بالمشرق العربي في حدوث نهضة عربية أهم مظاهرها:
o        المحافظة على العروبة وعلى اللغة العربية، وعلى التراث الأدبي العربي القديم.
o        انتشار القومية والوطنية   بدل التعصب الديني والطائفي.
o        تزايد دور الجمعيات السرية والعلنية الداعية إلى النهضة وإلى المطالبة بحقوق العرب.
o اتحاد العرب سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين. o  تزايد الإقبال على العمل السياسي.
o  تقلد رواد الحركة الفكرية لمناصب عليا: محمد عبده في مصر (أصبح وزيرا)
0 انتشار قيم: الحرية والمساواة والمواطنة في صفوف المثقفين
خلاصة: لقد ساهمت اليقظة الفكرية بالمشرق العربي في بلورة النزعة القومية عند العرب، ونشر فكرة التسامح الديني، والدعوة إلى الاتحاد في إطار مشروع سياسي نهضوي حديث.
 
مصطلحات يجب فهمها وحفظها:
إبراهيم باشا: 1789-1848 الابن الأكبر لمحمد علي عين قائدا للحملات التي نظمت للقضاء على الحركة الوهابية، والثورة اليونانية، قام بعدة إصلاحات تعليمية وثقافية.
ناصف اليازجي : أسهم إسهاما كبيرا في بعث اللغة العربية الفصحى، والأدب العربي. وقف ضد التعصب الديني.
عبد الرحمان الكواكبي : ولد بحلب سنة 1849، تشبع بقيم العروبة والإسلام، جند حياته لمحاربة الاستبداد العثماني.
جمال الدين الأفغاني : نشأ في كابل تعلم اللغة العربية والفارسية، جند حياته لإصلاح أمور المسلمين انطلاقا من إصلاح النفوس وتهذيب الأخلاق.
محمد عبده : 1849 حاصل على شهادة العالمية من الأزهر، عمل مدرسا، وانخرط في ثورة أحمد عرابي ضد الانجليز، نفي إلى سوريا. أسس مع جال الدين الأفغاني العروة الوثقى بباريس.
التتريك : سياسة نهجتها الدولة العثمانية في مناطق نفوذها بضرب الهوية الوطنية العربية للأهالي، وطمس حضارتهم بنشر اللغة التركية والقيم الحضارية العثمانية، وإقصاء العرب من المناصب العليا في الإدارة والجيش.
      الضغوط الاستعمارية على المغرب
 مقدمة:عرف المغرب منذ بداية القرن 19 هزيمتين عسكريتين أمام فرنسا وإسبانيا جعلته يتعرض لعدة ضغوط عسكرية واقتصادية ودبلوماسية، دفعت المخزن إلى القيام بعدة إصلاحات كانت نتائجها محدودة.
1 ساهمت الضغوط العسكرية في التغلغل الاستعماري في المغرب:
1. هزيمة المغرب أمام فرنسا في معركة إيسلي سنة 1844:يعتبر احتلال فرنسا للجزائر سنة 1830 بداية التهديد المباشر للمغرب نتيجة:
-          طمع فرنسا في خيرات المغرب.
-          دعم المغرب للمقاومة الجزائرية التي تزعمها الأمير عبد القادر الجزائري.
-          الاصطدامات التي وقعت بين القبائل الشرقية المغربية وبين الجيش الفرنسي بالجزائر.
اندلاع   معركة إيسلي التي انهزم فيها الجيش المغربي امام الجيش الفرنسي نتيجة عدة عوامل منها:
·     ضعف الجيش المغربي عتادا وتنظيما.
·     عدم انضباط الجيش المغربي وعدم تحمسه للجهاد. وقع الطرفان معاهدة للا مغنية سنة 1845 التي تضمنت عدة شروط لتسوية مسألة الحدود بين المغرب والجزائر، منها:
·        رسم الحدود الشمالية من البحر الأبيض المتوسط إلى ثنية الساسي.
·        ترك مسألة   الحدود الجنوبية الشرقية غامضة مما سيتيح للجيش الفرنسي فرصة التوغل الاستعماري بالمغرب.
2.      هزيمة المغرب أمام إسبانيا في حرب تطوان سنة 1859 - 1860:
   استغلت إسبانيا هزيمة المغرب في حرب إيسلي، وحاولت التوسع خارج مليلية   فاصطدمت بقبائل المنطقة، مما أدى إلى قيام حرب تطوان التي انهزم فيها الجيش المغربي، ووقعت معاهدة الصلح مع إسبانيا التي تضمنت عدة شروط قاسية منها:
·        فرض غرامة ثقيلة على المغرب 20 مليون ريال أفرغت خزينة المخزن.
·التوسع الترابي بين سبتة وتطوان.استدان المغرب من بريطانيا لتسديد الغرامة؛ كما رهن 50% من مداخيل الجمارك المغربية؛ وزاد من الضغط الضريبي على السكان. 3 .التسرب الاستعماري الأوربي في الصحراء المغربية خلال القرن 19:
 في أواخر القرن 19 تزايدت الأطماع العسكرية الأوربية في الجنوب المغربي حيث احتلت فرنسا الواحات الجنوبية: توات كورارة تيدكلت سنة 1899، واحتلت إسبانيا سيدي إفني سنة 1900، وفي سنة 1901 تم توقيع الجزائر لفرض احتلال فرنسا للمناطق التي استولت عليها.
2.   الضغوط الدبلوماسية لفرض الامتيازات الأوربية على المغرب خلال القرن 19:
1.  التدخل الدبلوماسي لفرض الامتيازات التجارية على المغرب:
 حصلت بريطانيا بموجب معاهدة 1856 على عدة امتيازات تجارية وسياسية داخل المغرب مما أضعف المخزن المغربي، من أهم بنود هذه المعاهدة:
·        حق الرعايا الإنجليز في الاستقرار والتنقل، وحقهم في الملكية وفي ممارسة الأنشطة الاقتصادية.
·        تحديد الرسوم الجمركية على كل الواردات في عشر القيمة 10 % (نقدا)
·        إعطاء أعوان القناصل وسماسرة التجار وشركائهم من المغاربة امتيازات قضائية وجبائية.
·        عدم تدخل القضاء المغربي في الفصل في النزاعات بين الرعايا الانجليز في المغرب.
·        تحرير التبادل التجاري مع إنجلترا.
2.      التدخل الدبلوماسي لفرض الامتيازات السياسية الأوربية بالمغرب:
وقع المغرب مع فرنسا معاهدة 1863 فعملت فرنسا بموجبها بتفعيل بنود الاتفاقيات السابقة خاصة ما يتعلق بالحماية الفردية (القنصلية)، وبموجبها انقسم المحميون إلى قسمين:
-          محميون مغاربة يشتغلون لفائدة السفراء الأجانب أو لدى القناصل.
-          محميون يشتغلون كوسطاء مع التجار الأجانب (السماسرة) . 
 وقد استفاد المحميون من الإعفاء الضريبي ومن متابعة القضاء الشرعي الإسلامي.
      ونظرا لخطورة الحماية القنصلية على المغرب فقد دعا السلطان الحسن الأول إلى عقد مؤتمر مدريد 1880، لكن بنوده جاءت مخيبة لآمال المغاربة، حيث أكد على الحماية الفردية، وعلى حق الأجانب في الملكية العقارية في المغرب. 
 3.     الإصلاحات التي عرفها المغرب خلال القرن 19 ونتائجها المحدودة:
1.      مجالات الإصلاح بالمغرب خلال القرن 19:
  لمواجهة الأطماع الاستعمارية أقدم المخزن المغربي على جملة من الإصلاحات شملت مجالات مختلفة نرصد كالآتي:
·        المجال العسكري: حاول مولاي عبد الرحمان بن هشام وابنه سيدي محمد   إصلاح الجيش المغربي من خلال عدة إجراءات:
-          تكوين نواة جيش وطني عصري نظامي يعوض به جيش القبائل التقليدي.
-          إرسال بعثات طلابية للتكوين العسكري في الخارج واستقدام بعثات عسكرية أجنبية لتدريب الجيش المغربي في الداخل (فرنسا، بريطانيا، إيطاليان ألمانيا...).
-          اقتناء أسلحة ( المدفعية) وقطع حربية من الخارج خاصة في المجال البحري، وإنشاء مصانع للأسلحة (دار الماكينة بفاس، دار القرطوس بمراكش).
·        المجال الاقتصادي:
-          الاهتمام بزراعة القطن وقصب السكر وتصنيعهما.
-          إنشاء مصنع للورق بالصويرة واستخراج الفحم.
-          سك عملة جديدة فضية ونحاسية والتشدد في محاربة الغش.
-       تطوير البنية التحتية (القناطر، الموانئ، التجهيزات الفلاحية والصناعية...)
·        الإصلاحات الإدارية والتعليمية:
-    تحديد اختصاصات الصدر الأعظم، وتقوية السلطة المركزية بالأقاليم.
-          تعيين أمناء مأجورين بالمراسي للحد من الرشوة والاختلاس، وإصلاح الجهاز المالي مركزيا ومحليا لتنظيم مداخيل ومصاريف المخزن.
-          إحداث وزارة تشرف على أمور الدولة الداخلية والخارجية (الحربية، العدل، الخارجية...)
-          إصلاح نظام السلطات المحلية بإحداث قيادات صغرى والحد من نفوذ القواد الكبار.
-          تأسيس مدرسة على النمط العصري لتلقي العلوم الحديثة
-          إرسال بعثات طلابية إلى الخارج وخاصة إلى بريطانيا.
2.  اتسمت إصلاحات المخزن في القرن 19 بمحدوديتها نظرا لعدة عوامل:
     منها:-الكلفة المالية للإصلاحات والتي أسقطت المالية المغربية في الاقتراض.
- عرقلة الأوربيين للإصلاحات المغربية بحكم أطماعهم الاستعمارية.
-مقاومة بعض القوى للإصلاحات خوفا على امتيازاتهم التقليدية (قواد الجيش، الأعيان، القواد، التجار...)
-موقف بعض الفئات المحافظة (العلماء) التي اعتبرت الإصلاح بدعة.
-منع بريطانيا المغرب من حق التشريع في ميدان الجمارك.
-الغرامة المالية التي فرضت من لدن الإسبان على المغرب. -  فساد أغلب البضائع التي استوردها المغرب من الخارج. خلاصة:امتاز القرن التاسع عشر بهشاشة البنيات الداخلية من جهة، وتفوق الآلة العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية الأوربية، مما أسقط المغرب في براثين الاستعمار مع بداية القرن
 
أوربا من نهاية الحرب العالمية الأولى
إلى أزمة 1929
 
  مقدمة:
           شهدت مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى 1914-1918 عدة تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية، غيرت وجه أوربا والعالم، وأدت إلى توتر العلاقات الدولية، ثم اندلاع الحرب العالمية الثانية 1939.
I.      مراحل ونتائج الحرب العالمية الأولى:
   مرت ح ع 1 بعدة مراحل انتهت بانتصار الحلفاء:
· الاالمرحلة الأولى: بدء من 1914 إلى انسحاب روسيا من
الحرب بعد وصول البلاشفة إلى الحكم وتأسيس دولة اشتراكية،
حققت ألمانيا عدة انتصارات بعد اكتساح الأراضي البلجيكية،
واحتلال المناطق الشرقية من فرنسا، ثم  احتلال أجزاء من روسيا.
    تميزت هذه المرحلة بنهج أسلوب حرب الخنادق، والدبابات، مما أدى إلى مجازر بشرية رهيبة، واستنزاف القدرات الاقتصادية والعسكرية لأوربا؛ وقد عرف المشرق العربي خلال هذه المرحلة ثورة عربية كبرى ضد الأتراك بتحريض من بريطانيا
·              المرحلة الثانية: بدأت بانسحاب روسيا من الحرب سنة 1917، ودخول و.م.أ الحرب إلى جانب الحلفاء حيث زودتهم بالمؤن والعتاد والجنود مما أدى إلى انهزام ألمانيا.
2.           أسفرت الحرب عن خسائر بشرية واقتصادية جسيمة، وفرضت على ألمانيا وحلفائها عقوبات قاسية:
·              خسائر بشرية:
-                فقدت أوربا 15 مليون قتيل، إلى جانب عدد من المعطوبين والجرحى، وكانت الأضرار قوية عند ألمانيا، النمسا، فرنسا.
-                تراجع الفئة النشيطة وحدوث خلل في هرم السكان بنقصان كبير في عدد الذكور.
-                ارتفاع نسبة الشيخوخة.
·               نتائج اجتماعية:
-                تزايد عدد الأرامل واليتامى.
-                انتشار البطالة والفقر والبؤس الاجتماعي في أوساط عريضة من المجتمع الأوربي.
-                انتشار الأمراض والأوبئة وسوء التغذية.
-                خروج المرأة للعمل.
 
·        نتائج اقتصادية:
-          انخفاض الإنتاج الفلاحي والصناعي.
-          انهيار العملات الأوربية وحدوث تضخم مالي، وبالتالي ارتفاع الأسعار.
-          تزايد اقتراض الدول الأوربية من الخارج (و.م.أ).
-          عجز في الميزان التجاري .
-          تراجع المكانة الاقتصادية لأوربا لصالح دول جديدة: و.م.أ، اليابان..
·        الحصيلة السياسية:
  عقدت الدول المنتصرة في الحرب (27 دولة) بزعامة (فرنسا، بريطانيا، و.م.أ، إيطاليا)، بين يناير وماي 1919 مؤتمر الصلح (مؤتمر السلام) بفرساي بباريس، مع غياب المنهزمين وروسيا، بهدف تحقيق السلم، وإعادة رسم خريطة أوربا، وأمام تضارب مصالح المؤتمرين، طرحت و.م.أ مشروعا للسلام (مشروع ولسن) تضمن 14 نقطة، أهمها :
-          نبذ المفاوضات السرية.
-          حرية التجارة والملاحة.
-          الحد من التسلح.
-          حق الشعوب في تقرير المصير.
-          إنشاء عصبة الأمم لتسهر على السلم العالمي.
-          فرض الانتداب على بلدان المشرق العربي.
     تمخض عن مؤتمر السلام فرض عدة معاهدات للصلح على الدول المنهزمة منها:
o  معاهدة فرساي مع ألمانيا ( 28 يونيو 1919) تضمنت:
-          عقوبات ترابية: اقتطاع الألزاس واللورين لصالح فرنسا.
-          عقوبات عسكرية : تقليص القدرات العسكرية لألمانيا.
-          عقوبات مالية : فرض غرامة مالية على ألمانيا (132 مليار مارك ذهبي).
o          معاهدة سان جيرمان مع النمسا (شتنبر1919): (فصل النمسا عن المجر، استقلال عدة قوميات).
o        معاهدة سيفر مع الأتراك: وضع أراضيها في المشرق العربي تحت الانتداب.
o        معاهدة نويي مع بلغاريا (نونبر 1919) : اقتطاع أراضيها لصالح دول جديدة.
o         معاهدة تريانون مع بلغاريا : اقتطاع أجزاء من أراضيها رومانيا ويوغسلافيا.
           غيرت هذه المعاهدات الخريطة السياسية لأوربا باختفاء الإمبراطوريات، وظهور دول جديدة (بولونيا، تشيكوسلوفاكيا، يوغوسلافيا)
            كما أنشأت عصبة الأمم للسهر على الأمن العالمي، ومنع تجدد الحروب.    
  
II. التطورات التي شهدتها أوربا من نهاية ح ع 1 إلى غاية أزمة 1929
1.     شهدت روسيا ميلاد النظام الاشتراكي السوفياتي:
     ساهمت الفوارق الطبقية في ظل النظام الإقطاعي، وسيادة النظام الاستبدادي القيصري، وخسائر روسيا في   ح ع 1، إلى جانب الأزمة الاقتصادية، في قيام الثورة البولشفية الاشتراكية بزعامة لينين سنة 1917 الذي أصدر عدة مراسيم ثورية:
-    مرسوم حول الأرض: وضع أراضي الإقطاعيين، والكنيسة بيد لجان الفلاحين.
-    مرسوم حول القوميات : حق القوميات في تقرير المصير، والمساواة بينها.
-    مرسوم حول الحرب : الانسحاب من الحرب العالمية 1.
         كل ذلك أدى إلى قيام معارضة  (ثورة مضادة): ( الإقطاعيون، الكنيسة، البورجوازية..) + معارضة خارجية (الدول الرأسمالية) للقضاء على الثورة مما أدى إلى قيام حرب أهلية 1919-1921 انتهت بانتصار الثورة وتوطيد النظام الاشتراكي.
3.     عرفت الديمقراطيات الغربية هزات سياسية، وأزمات اجتماعية خطيرة:
o فرنسا: عاشت فرنسا عقب الحرب أزمة اقتصادية، حيث ارتفع مؤشر أسعار المواد الغذائية والصناعية، وساد التضخم الاقتصادي في البلاد. أما من الناحية السياسية فقد تكونت حكومة للوحدة الوطنية. إلى جانب الخطر الشيوعي، وتصاعد موجة الإضرابات والاحتجاجات النقابية.
o إيطاليا: عرفت عجزا تجاريا كبيرا لاعتمادها على الاستيراد، مما أدى إلى ارتفاع الديون، وانهيار العملة، ثم تراجعت أجور العمال، فظهرت اضطرابات سياسية واجتماعية، فتمكن الحزب الفاشي بزعامة موسوليني من الوصول إلى السلطة سنة 1922 فجمع بين يديه كل السلطات (ديكتاتورية).
o ألمانيا: كون الحلفاء بألمانيا حكومة فيمار سنة 1919، من أجل فرض الديمقراطية، لكن هذه الحكومة واجهت معارضة قوية من طرف تحالف الاشتراكيين والوسط المسيحي، ومن طرف الشيوعيين (ثورة السبارطاكيين)، فاستغل الحزي الوطني الاشتراكي العمالي (النازي) الوضعية بزعامة أدولف هتلر للوصول إلى السلطة عبر الانتخابات، وتأسيس حكم ديكتاتوري.
4. تأثرت أوربا كثيرا بأزمة 1929 الاقتصادية:
         عاش العالم الرأسمالي سنة 1929 أزمة اقتصادية كبرى انطلقت من و.م.أ لتشمل بلدان أوربا الرأسمالية وكذا المستعمرات التابعة لها، بسبب العلاقات الوثيقة بين الأطراف والمراكز الاقتصادية في النظام الرأسمالي.
        بدأ اقتصاد أوربا ينتعش تدريجيا بعد ح ع 1، وعندما اندلعت الأزمة ب و م أ عمدت هذه الأخيرة إلى سحب رساميلها من هذه الدول واسترداد قروضها، فضربت الأزمة تباعا: النمسا(1930) ألمانيا(1931) انجلترا(1931) فرنسا(1932).
 تجلت مظاهر الأزمة في:
-          انهيار النظام البنكي.
-          تضرر كل القطاعات الاقتصادية.
-          تراجع قيمة الصادرات.
-          عجز الميزان التجاري.
-          عجز ميزان الأداءات.
-          انهيار قيمة العملات وارتفاع التضخم.
-          ارتفاع البطالة وتزايد حدة الاضطرابات الاجتماعية.
-          توطيد النظام الفاشي بإيطاليا، والنظام النازي بألمانيا.
خلاصة:
     شكلت مرحلة ما بين الحربين فترة عصيبة في تاريخ أوربا، حيث تزايدت الاضطرابات الاجتماعية ، والأزمات السياسية والاقتصادية في ظل نظام عالمي قائم على سلم هش مما سيفجر حربا عالمية ثانية.
  
مصطلحات يجب فهمها وحفظها:
معاهدات الصلح:     تمخض عن مؤتمر السلام فرض عدة معاهدات للصلح على الدول المنهزمة منها:
o  معاهدة فرساي مع ألمانيا ( 28 يونيو 1919) تضمنت:
-          عقوبات ترابية: اقتطاع الألزاس واللورين لصالح فرنسا.
-          عقوبات عسكرية : تقليص القدرات العسكرية لألمانيا.
-          عقوبات مالية : فرض غرامة مالية على ألمانيا (132 مليار مارك ذهبي).
o          معاهدة سان جيرمان مع النمسا (شتنبر1919): (فصل النمسا عن المجر، استقلال عدة قوميات).
o        معاهدة سيفر مع الأتراك: وضع أراضيها في المشرق العربي تحت الانتداب.
o        معاهدة نويي مع بلغاريا (نونبر 1919) : اقتطاع أراضيها لصالح دول جديدة.
o         معاهدة تريانون مع بلغاريا : اقتطاع أجزاء من أراضيها رومانيا ويوغسلافيا.
     غيرت هذه المعاهدات الخريطة السياسية لأوربا باختفاء الإمبراطوريات، وظهور دول جديدة (بولونيا، تشيكوسلوفاكيا، يوغوسلافيا)
مؤتمر السلم: عقدت الدول المنتصرة في الحرب (27 دولة) بزعامة (فرنسا، بريطانيا، و.م.أ، إيطاليا)، بين يناير وماي 1919 مؤتمر الصلح (مؤتمر السلام) بفرساي بباريس، مع غياب المنهزمين وروسيا، بهدف تحقيق السلم، وإعادة رسم خريطة أوربا، وأمام تضارب مصالح المؤتمرين، طرحت و.م.أ مشروعا للسلام (مشروع ولسن) تضمن 14 نقطة.
مبادئ ولسن للسلام : نسبة إلى الرئيس الأمريكي ولسن من الحزب الديمقراطي الذي مثل و م أ في مؤتمر السلام بباريس، حيث طرح مشروعا للسلام مكونا من 14 بندا لتقريب وجهات نظر المؤتمرين من أهمها
-          نبذ المفاوضات السرية.
-          حرية التجارة والملاحة.
-          الحد من التسلح.
-          حق الشعوب في تقرير المصير.
-          فرض الانتداب على بلدان المشرق العربي.
-          إنشاء عصبة الأمم لتسهر على السلم العالمي.
عصبة الأمم: أنشأت بمقتضى البند 14 من مشروع السلام لولسن، للسهر على الأمن العالمي، وتحقيق السلام، وفض النزاعات، اتخذت جنيف مقرا لها.
الثورة البلشفية: قادها لينين سنة 1917 بروسيا حيث تمكن البلاشفة (الأغلبية) من تحقيق نظام اشتراكي ماركسي لينيني، سيطرت فيه الطبقة البروليتارية على وسائل الإنتاج وتم تأسيس دولة الاتحاد السوفياتي.
حكومة فيمار: أول حكومة قامت بألمانيا غقب هزيمتها في الحرب العالمية1 بضغط من الحلفاء نسبة إلى قرية فيمار شرق مدينة إيرفورت، وهي التي وقعت المعاهدات مع الدول المنتصرة.
 
الفاشية: مشتقة من الكلمة الإيطاليةfeces ، وهي تعني حزمة من الصولجانات كانت تُحمَل أمام الحكام في روما القديمة دليلاً على سلطاتهم. ويرمز بها إلى النظام الديكتاتوري الذي أقامه موسوليني بإيطاليا بدء
 
الحرب العالمية الثانية:
الأسباب والنتائج
 
مقدمة:
                 أسفرت تناقضات فترة ما بعد الحرب العالمية 1، والأزمة الاقتصادية الكبرى، وتصاعد المد الفاشي، عن توتر العلاقات الدولية. انتهت باندلاع الحرب العالمية الثانية 1939، استمرت مجرياتها إلى 1945.
     ما الأسباب التي أدت إلى هذه الحرب؟
    ما حصيلتها العامة؟
   I.             أسباب اندلاع الحرب العالمية الأولى ومراحلها الكبرى:
1.     تعددت أسباب الحرب الثانية:
o        قساوة معاهدات الصلح:   فرض الحلفاء على الدول المنهزمة معاهدات للصلح تضمنت شروطا قاسية(عقوبات مالية وترابية وعسكرية) (سلم مفروض) خصوصا معاهدة فرساي مع ألمانيا، التي دفعت النظام النازي إلى الرغبة في الانتقام وإعادة الاعتبار للشعب الألمان    بنهج سياسة المجال الحيوي للتوسع.
o        دور الأزمة الاقتصادية: أثرت هذه الأزمة على أوضاع أوربا وسياسيا، وذلك بإضعاف الأنظمة الديمقراطية، وبروز أنظمة ديكتاتورية رغبت في التوسع لحل أزماتها؛   مما أدى إلى توتر العلاقات الدولية.
o        دور السياسة التوسعية للأنظمة الديكتاتورية: مع بداية الثلاثينات شرعت كل من اليابان، وإيطاليا وألمانيا في التوسع، فنهجت سياسة توسعية مبنية على   التسلح وإنشاء الأحلاف العسكرية (حلف المحور)، وخرق المعاهدات المفروضة عقب الحرب، والانسحاب من عصبة الأمم.
         هجم الجيش الياباني على إقليم منشوريا بالصين 1931، واحتلت إيطالبا الحبشة سنة 1935، واحتلت ألمانيا النمسا (الأنشلوس) ، ثم ضمت إقليم السوديت بتشيكوسلوفاكيا1938، وتوجهت نحو بولونبا مما أدى إلى قيام ح ع 2.
o        الدور السلبي لعصبة الأمم: عجزت اليابان عن حل الأزمات الدولية، والوقوف ضد توسع الأنظمة الديكتاتورية، وزاد من ضعفها انسحاب عدة دول منها (و م أ)، مما زاد في تأزيم العلاقات الدولية.
 
 
2.     مرت الحرب العالمية الثانية بعدة مراحل:
* تمكنت دول المحور من تحيق عدة انتصارات في المرحلة الأولى من الحرب:
توزعت الحرب على عدة جبهات:
o        جبهة أوربا الغربية: اعتمدت ألمانيا أسلوب الحرب الخاطفة، فاحتلت أجزاء من فرنسا وأوربا الغربية والشمالية وقصفت المدن الانجليزية (لندن).
o        جبهة البحر الأبيض المتوسط: احتلت إيطاليا ألبانيا، ودخلت ألمانيا إلى يوغوسلافيا واليونان، وطرد الانجليز الايطاليين من مصر.
o        الجبهة السوفياتية: هاجمت ألمانيا التراب السوفياتي سنة 1941، فواجهتها مقاومة عنيفة للجيش الأحمر.
o        جبهة المحيط الهادي: احتلت اليابان الهند الصينية وهاجمت طائراتها قاعدة بيرل هاربور الأمريكية. فأعلنت و م أ الحرب على اليابان لتعلن ألمانيا وإيطالبا الحرب على     و م أ واحتلت اليابان نصف المحيط الهادي.
* تميزت المرحلة الثانية بانتصار لدول الحلفاء:
o        جبهة البحر الابيض المتوسط : طرد الانجليز القوات الايطالية والألمانية من مصر، ونزلت القوات الأمريكية بالدار البيضاء، الجزائر، وهران، وسيطرت على تونس، ومنها احتلوا إيطاليا.
o        جبهة أوربا الغربية والجبهة السوفياتية: حرر الحلفاء فرنسا، وغزوا ألمانيا من الجنوب والغرب ودخل الروس إلى ألمانيا حتى برلين.
o        جبهة المحيط الهادي: سيطرت و م أ على المحيط الهادي وألقت على اليابان قنب ل تين نوويتين (نكازاكي وهيروشيما).. استسلام اليابان 1945.
II.       نتائج الحرب العالمية الثانية:
1.      خلفت الحرب خسائر بشرية ومادية   جسيمة:
·        بشريا: ارتفع عدد القتلى (مدنيين وعسكريين) في صفوف الدول المتحاربة في مقدمتها الاتحاد السوفياتي، ألمانيا، بولونيا؛ وهمت بالخصوص الفئة النشيطة، مما أدى إلى نقص في اليد العاملة الحيوية، وارتفاع عدد الشيوخ، وبالتالي خروج المرأة إلى العمل، إلى جانب ارتفاع معدل الإعالة.
·        ماديا: تخريب كبير للمزارع والمصانع، وتدمير البنيات التحتية (طرق مطارات موانئ...)     فانعكس ذلك سلبا على الفلاحة والصناعة وتدهورت التجارة، وتراجع الناتج الوطني الإجمالي بشكل كبير. مما أدى إلى تدني مستوى المعيشة.
 
 
2.               غيرت النتائج السياسية خريطة أوربا والعالم، وطبيعة العلاقات الدولية:
· خريطة سياسية جديدة لأوربا غداة الحرب:
-    ضم عدة أراضي من أوربا الشرقية لمصلحة الاتحاد السوفياتي الذي نجح في نشر الشيوعية هناك.
-    ضم أراض جديدة إلى كل من بولونيا ويوغسلافيا وفرنسا التي استردت إقليمي الألزاس واللورين.
-    قسمت ألمانيا إلى أربع مناطق نفوذ خاضعة للدول العظمى (إنجلترا، فرنسا، و م أ، الاتحاد السوفياتي ونفس التقسيم خضعت له النمسا ومدينتا برلين وفيينا)
· تأسيس هيئة الأمم المتحدة:
جاءت بديلة لعصبة الأمم سنة 1945،   من أهم أهدافها: تجنب قيام حرب عالمية أخرى من خلال الحفاظ على السلم والأمن العالميين، الدفاع عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، تفعيل مسلسل التنمية   الاجتماعية والاقتصادية لكافة شعوب العالم.
· بروز قوتين جديدتين لقيادة العالم:
      انقسم العام عقب الحرب إلى معسكرين متناقضين سياسيا، اقتصاديا، إيديولوجيا واجتماعيا، هما: المعسكر الغربي الرأسمالي بزعامة و م أ ودول أوربا الغربية. والمعسكر الشرقي الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفياتي ودول أوربا الشرقية، مما أدى إلى توتر العلاقات الدولية (الحرب الباردة) من أهم سماتها: السباق نحو التسلح، تكوين الأحلاف العسكرية، الصراع حول مناطق النفوذ، كاد هذا التوتر أن يشعل فتيل حرب عالمية أخرى.
      خلاصة:
             تكتسي الحرب العالمية أهميتها كحدث حاسم في تاريخ العالم المعاصر من خلال حصيلتها العامة، التي طبعت بعمق مسار الانسانية سياسيا واقتصاديا وثقافيا، وعلى مستوى العلاقات الدولية إلى حين انهيار الشيوعية وبروز نظام عالمي جديد.
 
نظام الحماية بالمغرب والاستغلال الاستعماري
 
مقدمة:
       خضع المغرب لنظام الحماية الفرنسية والاسبانية سنة 1912، الذي أخضع البلاد لعملية استغلال استعماري أثرت على المغاربة اقتصاديا واجتماعيا، فاندلعت مقاومة عسكرية وسياسية ضد الاحتلال.
I.          الظروف العامة لفرض الحماية على المغرب، وأسسها:
1.     الظروف العامة التي مهدت لفرض الحماية:
        اشتد التنافس الامبريالي حول المغرب مع بداية القرن 20، فشكل أزمة دولية عرفت ب"المسألة المغربية". وقد عملت القوى المتنافسة على تسوية خلافاتها بشأن المغرب من خلال عدة مؤتمرات (مؤتمر مدريد 1880، الجزيرة الخضراء 1906، الاتفاقات الثنائية بين فرنسا وبريطانيا، وبين فرنسا وألمانيا وإسبانيا...). كما شجعت الأوضاع الداخلية للمغرب: (تزايد الديون الخارجية، ارتفاع الأسعار، الثورات الداخلية، الجفاف...) على عهد السلطانين مولاي عبد العزيز ، ومولاي عبد الحفيظ؛ على توجه فرنسا وإسبانيا لإسقاط المغرب في شباك الحماية. فاحتلت فرنسا الدار البيضاء، الشاوية، وجزء من دكالة، ثم وجدة 1907، واحتلت إسبانيا أجزاء متن شمال المغرب 1909.
2.   مضمون معاهدة الحماية الفرنسية 30 مارس 1912:
أجبر السلطان مولاي عبد الحفيظ على توقيع عقد الحماية من أهم مضامينه:
-          إدخال فرنسا لإصلاحات إدارية ، عسكرية، عدلية، تعليمية، واقتصادية مالية. (إدارة غير مباشرة)
-          احترام وجود المؤسسة السلطانية الشريفة والمقومات الدينية الإسلامية للمغرب.
-          تنظيم حكومة مخزنية محلية.
-          التفاوض بين إسبانيا وفرنسا حول المناطق الشمالية للمغرب.
-          دور السلطان في عمليات الاحتلال لضمان الأمن والهدوء بالبلاد.
3.   واجه الاحتلال العسكري للمغرب مقاومة عنيفة:
     مابين 1912 و1934، خضع المغرب للاحتلال العسكري الفرنسي والإسباني، وتم على مراحل تدريجية بالنظر لشدة المقاومة الوطنية على يد القبائل المغربية في مختلف المناطق الجغرافية:
·        المقاومة بالمناطق الجنوبية: تزعمها أحمد الهبة ثم مربيه ربه، تمكن الهبة من دخول مراكش، غير أنه انهزم أمام فرنسا في معركة بوعثمان1934.
· المقاومة بالأطلس المتوسط: سيطر الفرنسيون على الأطلس الكبير بدعم من القواد الكبار فاندلعت المقاومة بزعامة موحى وحمو الزياني، (معركة الهري 1914) غير انه هزم وقتل سنة 1921.
· مقاومة الريف 1912-1926: اندلعت بها مقاومة محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي تمكن من الانتصار على الاسبان في معركة أنوال 1921، غير أن تحالفا فرنسيا إسبانيا قضى على مقاومته1926.
· المقاومة بتافيلالت والأطلس الكبير1918-1933: انتفضت قبائل آيت عطا ضد الاحتلال الفرنسي المدعوم بالقائد الكلاوي. فانتصرت في معركة بوكافر بزعامة عسو أوبسلام الذي استسلم أخيرا سنة 1933.
 
II.       مظاهر الاستغلال الاستعماري وانعكاساته:
1.   أشكال الاستغلال الاستعماري:
· التنظيم الإداري على عهد الحماية:
      انقسمت الإدارة على عهد الحماية إلى:
-          الإدارة المغربية: إدارة صورية وشكلية تنتظم على الشكل التالي:
       السلطان: احتفظ بالشؤون الدينية وإمضاء الظهائر
      الصدر الأعظم: الإشراف على الإدارة المغربية.
      الوزراء: الاحتفاظ بوزارتي العدل والأوقاف بعد حذف باقي الوزارات.
      الباشوات بالمدن والقواد بالبوادي: جمع الضرائب وخاضعون للإدارة الفرنسية.
-          الإدارة الفرنسية: إدارة فعلية .
  المقيم العام : ممثل الجمهورية الفرنسية بالمغرب، تسيير كل المصالح الإدارية والعسكرية، وإصدار القوانين والمصادقة عليها.
الكاتب العام: الإشراف على جميع الإدارات.
المديرون: رئاسة المديريات (الوزارات) وهي مديرية المالية، مديرية الداخلية، مديرية التعليم العمومي.
قائد المنطقة: في المناطق العسكرية (فاس، مكناس، مراكش، أكادير)؛ وفي المناطق المدنية (الرباط، الدار البيضاء، وجدة)
مراقبون مدنيون: في المناطق المدنية
ضباط الشؤون الأهلية: في المناطق العسكرية.
         لقد تحول نظام الحماية إلى إدارة مباشرة ، وأصبحت للإقامة العامة سلطات مطلقة
·  أشكال الاستغلال الاستعماري الاقتصادي:
-          الاستغلال المالي: لعبت الشركات والأبناك دورا هاما في هذا الصدد، فقد عمدت إلى إنجاز الأشغال العمومية (طرق، موانئ، سكك حديدية).
-          الاستغلال الفلاحي: استولت فرنسا على الأراضي الفلاحية الخصبة عبر الاستعمار الفلاحي الرسمي والخاص، ونشرت الزراعات الرأسمالية التسويقية.
-          الاستغلال التجاري: عرف الميزان التجاري المغربي عجزا لفائدة فرنسا مما كرس تبعية المغرب للرأسمالية العالمية.
-          الاستغلال المنجمي: احتكرت عدة شركات عملية التنقيب عن المعادن واستخراجها وخاصة معدن الفوسفاط فتزايدت أرباحها.
· انعكاسات الاستغلال الاستعماري:
-          انعكاسات سلبية على الصناعة التقليدية: تراجعت أغلب الحرف التقليدية بسبب منافسة المنتجات المصنعة المستوردة مما ألحق الضرر بالورشات والتعاونيات الحرفية وإفلاس الحرفيين وتراجع مستوى معيشتهم، فتحولوا إلى يد عاملة رخيصة للشركات الأجنبية.
-          تدهور وضعية الفلاح المغربي: تحول المزارعون إلى عمال مأجورين بضيعات المعمرين، والشركات الفلاحية. وبعضهم هاجر إلى المدن بحثا عن عمل بالقطاع الصناعي (جيش من العمال بأحياء الصفيح....... دعم الحركة الوطنية)
 
خلاصة:
             نستنتج مما سبق أن الاستغلال الاستعماري في عهد الحماية كان عملية منظمة خدمت مصالح الرأسمال الأجنبي، وأزمت وضعية المغاربة اقتصاديا واجتماعيا، مما ولد لديهم شعورا وطنيا تبلور في الحركة الوطنية
 
 
نضال المغرب من أجل تحقيق الاستقلال
 واستكمال الوحدة الترابية
 
مقدمة:
     بعد توقف المقاومة المسلحة بالبوادي 1912-1934، بدأت مرحلة جديدة من النضال الوطني اتخذت صبغة سياسية (الحركة الوطنية) انتقلت من المطالبة بالإصلاحات،   إلى المطالبة بالاستقلال بعد ح ع 2 أعقب ذلك مسلسل استكمال الوحدة الترابية.
1.     ظهور الحركة الوطنية وتطورها مابين 1930-1939:
1.        الحركة الوطتية في منطقة الاحتلال الفرنسي 1930-1939:
      أصدرت الحماية الفرنسية الظهير البربري في 16 مايو 1930، لإحداث التفرقة بين العرب والبربر من خلال نشر اللغة الأمازيغية، وإحداث المدارس الامازيغية، وإنشاء محاكم عرفية جنائية في المناطق الامازيغية، فأشعل ذلك فتيل المقاومة الوطنية في صورة احتجاجات ومظاهرات شعبية  منددة بالسياسة الاستعمارية، فكون نخبة من المثقفين المغاربة (علال الفاسي، محمد بلحسن الوزاني، محمد بلافريج) أول حزب سياسي بالمغرب (كتلة العمل الوطني) التي طالب الوطنيون من خلالها بعدة إصلاحات أهمها:
-          ضرورة احترام النظام الإداري المطبق من طرف سلطات الحماية الفرنسية لكل المعاهدات الدولية.
-          إلغاء الادارة المباشرة.
-          حماية حرية التعبير.
-          تأميم مصادر الطاقة والمناجم.
-          حماية الصناعة التقليدية.
-          عدم المساس بالحدود المغربية المعروفة.
-          ضرورة بناء مدارس تدرس اللغة العربية والتاريخ الإسلامي وإنشاء عدة مستشفيات.
-          حق المغاربة في استغلال مناجمهم،  والحد من الاستعمار الرسمي الفرنسي المطبق في البوادي المغربية
-          المساواة بين المعمرين والمغاربة قي أداء الضرائب.
2.      الحركة الوطنية في منطقة النفوذ الاسباني:
تزعمها حزب الاصلاح الوطني بزعامة عبد الخالق الطريس، وحزب الوحدة بزعامة محمد المكي الناصري تمثلت مطالبها في:
-          التشبت بسلطان المغرب وولي عهده.
-           تكوين مجالس بلدية
-          إنشاء مدارس ابتدائية ومدارس ثانوية واعتماد التعليم على العربية.
-          الاهتمام بوضعية الفلاح عن طريق القيام بالإصلاح الفلاحي
      لجأت الحركة الوطنية سواء في منطقة النفوذ الفرنسي أو الاسباني إلى وسائل عدة للكفاح الوطني منها:
   - الصحافة الوطنية (عمل الشعب) لفضح السياسة الاستعمارية، ونشر الوعي الوطني.
    - مقاطعة المنتوجات الأجنبية.
    - الاحتفال بعيد العرش.
     - إنشاء مدارس ومعاهد تربوية تعليمية تهتم باللغة العربية والثقافة الاسلامية.
      واجهت الإقامة العامة مطالب الوطنيين بالقمع والنفي..
2.     المطالبة بالاستقلال وعودة الكفاح المسلح من أهم مميزات فترة 1939-1956:
1.      ساهمت عدة ظروف دولية في انتقال الحركة الوطنية من المطالبة بالاصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال بعد الحرب ع 2:
 من أهمها:
* الهزائم المتوالية للقوات الفرنسية خلال المرحلة الأولى من ح ع 2.
* إصدار ميثاق الأطلسي 1941 الذي طالب بحق الشعوب في تقرير مصيرها.
* انعقاد مؤتمر انفا 1943 حيث طلب محمد الخامس من روزفلت تقديم دعم أمريكي لاستقلال المغرب.
* تنامي حركات التحرر في مختلف أنحاء العالم.
* تنامي الاستغلال الاستعماري للمغرب، وتزايد قمع الوطنيين.
      لذلك في 11 يناير 1944 أصدر حزب الاستقلال وثيقة المطالبة بالاستقلال التي تضمنت المطالبة باستقلال المغرب ووحدة ترابه تحت قيادة السلطان المغربي محمد الخامس؛ على اعتبار أن المغرب ظل حرا لفترة طويلة، ولدوره في مساعدة الحلفاء في الحرب، وبسبب تغير الظروف الدولية.
2.      عاد الكفاح المسلح إلى جانب المقاومة السياسية ما بين 1946-1956:
       حدث تقارب كبير وتنسيق بين الحركة الوطنية والسلطان الذي رفض توقيع عدة ظهائر طالبته بها الإقامة العامة تمس بسيادة الوطن. وتبلور الموقف الوطني للملك في خطاب طنجة 1947 وخطاب العرش 1952 حيث طالب بضرورة استقلال المغرب.
          وأدى اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد سنة 1952 إلى قيام مظاهرات عنيفة   في كل أنحاء المغرب، وارتكبت القوات الفرنسية مجزرة رهيبة في كريان سنترال   بالدار البيضاء مما خلف آثارا سيئة على سمعة فرنسا دوليا وداخليا.
          وأمام دفاع الملك عن الشرعية الوطنية،  قامت فرنسا بتدبير مؤامرة لعزله ونفيه 1953 إلى مدغشقر، مما أدى إلى عودة الكفاح المسلح (عمليات فدائية ضد الاستعمار وعملائهم من المغاربة) كما تنامى العمل النقابي.
وبعد مفاوضات مع فرنسا رجع السلطان من منفاه 1955. وأعلن عن استقلال المغرب سنة 1956 وانتهاء عهد الحماية.
3.      مرت عملية استكمال وحدة التراب الوطني بعدة مراحل:
-          1957 استرجاع طنجة عبر مفاوضات وضعت حدا للوضع الدولي القائم بها.
-          1958 استرجاع طرفاية بعد مفاوضات مغربية إسبانية عقب المقاومة الشعبية لقبائل آيت باعمران.
-          1969 استرجاع سيدي إفني بعد مفاوضات مغربية إسبانية تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة.
-          1975 استرجاع الساقية الحمراء (المسيرة الخضراء)
-          1979 استرجاع منطقة   وادي الذهب بعد تخلي موريتانيا عنها طوعيا. فقدم ممثلوها الولاء والبيعة للملك.
 
خلاصة:
             لم يتوقف نضال المغاربة عند الاستقلال بل تعداه إلى استكمال بناء الوحدة الترابية وتحقيق تنمية شاملة ومندمجة
 
 
 

لاشيء يقف أمام الابداع
 
Azzeddine Ben elhaj
 
أرجو من الله أن ينال الموقع اعحابكم
وشكرا لكم
مبروك للناجحين
 
je remercie tous les visiteurs de site web Azzeddine BEN ELHAJ
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement